الكافر الّذي يريد أن يكون الكفر حسنا صوابا حقا فيكون على خلاف ذلك. وكذلك للأيمان (١) محدث أحدثه على حقيقته متعبا مؤلما مرمضا غير (٢) المؤمن الّذي لو جهد أن يقع الايمان خلاف ما وقع من ايلامه واتعابه وارماضه لم يكن الى ذلك سبيل ، واذا لم يجز أن يكون المحدث للكفر على حقيقته الكافر ، ولا (٣) المحدث للايمان على حقيقته المؤمن ، فقد وجب أن يكون محدث ذلك هو الله تعالى رب العالمين القاصد الى ذلك ؛ لأنه لا يجوز أن يكون أحدث ذلك (٤) جسم من الأجسام ، لأن الأجسام لا يجوز أن تفعل فى غيرها شيئا.
فان قال قائل : فلم لا دل (٥) وقوع الفعل الّذي هو كسب على أنه لا فاعل له الا الله ، كما دل على أنه لا خالق (له) (٦) الا الله تعالى؟ قيل له : كذلك نقول. فان قال : فلم لا دل على أنه لا قادر عليه الا الله عزوجل؟ قيل له : لا فاعل له على حقيقته الا الله تعالى ولا قادر عليه أن يكون على ما هو عليه من حقيقته أن يخترعه (٧) الا الله تعالى. فان قال : فلم لا دل كونه كسبا (٨)
__________________
(١) ب وتبعه ل : الأيمان.
(٢) صفة لقوله محدث.
(٣) ب ، ل : الا.
(٤) ب : تركها الناسخ.
(٥) فى الأصل : فلم لا دل فى المواضع الثلاثة وصحتها فلم لم يدل.
(٦) ليست فى الأصل وزيادتها أولى.
(٧) بدل من قوله .. «عليه» أى قادر على أن يخترعه.
(٨) ل : نقلها الناسخ : مكسب.