والأولاد ، وما أشبه ذلك. ومنها ما لا يجب الصبر عليها كالكفر وسائر المعاصى.
مسألة
فإن قال قائل : فهل قضى الله تعالى المعاصى وقدرها؟ قيل له : نعم ؛ بأن خلقها ، وبأن كتبها وأخبر عن كونها ، كما قال : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ) (١) يعنى : أخبرناهم وأعلمناهم وكما قال تعالى : (إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) (٢) يريد : كتبناها وأخبرنا أنها من الغابرين ، ولا نقول قضاها وقدرها بأن أمر بها.
فان قال : أفقضاء (٣) الله تعالى حق؟ قيل له : من قضاء (٤) الله تعالى الّذي هو خلق ما هو حق كالطاعات وما لم ينه عنه ، ومن قضاء الله تعالى هو خلق ما هو جور كالكفر والمعاصى ؛ لأن الخلق منه حق ومنه باطل ، وأما القضاء الّذي هو أمر القضاء الّذي هو اعلام واخبار وكتاب فحق ، لأنه غير المقضى. ومن أصحابنا من يجيب بأن يقول : قضى (٥) الله المعصية والكفر ويقول بلفظ المعصية والكفر هما باطلان ، ولا يقول بلفظ القضاء انه باطل ؛ لأن قول القائل قضاء الله باطل (يوهم أن قضاءه لا حقيقة له) (٦) كما يقول اذا رأى خشبة
__________________
(١) س ١٧ الآية ٤
(٢) س ٢٧ الآية ٥٧.
(٣) ب : قضضا. وفى ل : قضا.
(٤) ل : نقلها الناسخ : قضا.
(٥) ب وتبعه ل : قضا وصححها م الى قضاء ، ورأيى أن الفعل هنا متعين.
(٦) ما بين قوسين فى الأصل وقد ترك م فى يادته أو زيادة ما يماثله فبقى الكلام ناقصا ، والا فأين خبر فى قوله «لأن قول القائل ...».