وان الخشبة مكسورة أن نقول : حجة الله تعالى مكسورة ؛ لأن هذا يوهم (أن) حجة الله تعالى لا حقيقة لها ، فكذلك نطلق الرضا (١) بلفظ القضاء (٢) والقدر ، ولا نطلقه بلفظ الكفر. هذا جواب أصحابنا الذين ذكرنا جوابهم آنفا. ومن أصحابنا من يجيد بأنا (٣) نرضى بقضاء الله تعالى وقدره اللذين أمرنا أن نرضى بهما اتباعا لأمره (لأنه) (٤) لا يتقدم بين يديه ولا يعترض عليه ، وهذا كما نرضى بقاء النبيين (٥) عليهمالسلام ونكره موتهم ، ونكره بقاء الشياطين ، وكل بقضاء رب العالمين.
مسألة
فان قال قائل : (فأيما خير : الخير ، أو من الخير منه) (٦)؟ قيل له : من الخير منه متفضلا (٧) به فهو خير من الخير ، فان قال : فأيما شر : الشر ، أو من الشر منه؟ قيل له : من كان الشر منه جائرا به فهو شر من الشر.
__________________
(١) ليست فى الأصل ولم يزدها مع انها ضرورية لأنها وما دخلت عليه مفعول بوهم.
(٢) ب وتبعه ل : القضاء.
(٣) ب وتبعه ل : بأن ، وقد أبقاها م كما هى.
(٤) ليس فى الأصل وزيادتها أولى.
(٥) ل : بقاء.
(٦) ل : نقلها الناسخ : «فانما خير الخير منه أو من الخير» فصارت بلا معنى.
(٧) ب وتبعه ل ، م «متصلا» ولكنى أعتقد أن الصواب (منفضلا) لتقابل قوله «جائرا» بعد ذلك ، ولأن نفس السؤال والاجابة موجودان فى الابانة ص ٦٠ (القاهرة ١٣٤٨ ه) واللفظ الموجود «متفضلا».