مسألة
فان قال : أو تقولون ان الشر من الله تعالى؟ قيل له : من أصحابنا من يقول بأن الأشياء كلها من الله بالجملة ، ولا يطلق بلفظ الشر أنه من الله تعالى ؛ كما يقال : الأشياء كلها لله فى الجملة ولا يقال على التفصيل (١) (الزوجة والولد) (٢) لله تعالى. وكما نقول فى الجملة (٣) : ما دون الله ضعيف ، ولا يقال على التفصيل : دين الله ضعيف فأما أنا فأقول : ان الشر من الله تعالى بأن خلقه شرا لغيره لا له.
مسألة
فان قال : فما معنى قوله تعالى : (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) (٤)؟ قيل : معنى ذلك أنهم حرفوا وصف رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأوهموا السفيه منهم أنه كتابهم (٥) قال الله تعالى : (وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ). (وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) يعنى أن الله أنزله. قال الله تعالى : (وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) أى لم أنزل عليهم ذلك كما يدعون.
__________________
(١) ب وتبعه ل التفصيل.
(٢) ب وتبعه ل : «الزوجة الا والولد».
(٣) يزيد الناسخ فى الأصل قبل ذلك : قال الشيخ
(٤) س ٣ الآية ٧٨.
(٥) كذا فى الأصل ولعل الأولى : من كتابهم (التوراة).