مسألة
فان قال : فما معنى قوله تعالى : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ)؟ قيل له : قال الله تعالى : (خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) واحدة فوق الأخرى (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) يعنى فى السموات ؛ لأنه قال : «فارجع البصر» بعد ذكر السموات (هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ) (١) يعنى من شقوق ، فيه. ثم قال : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) فى السموات والأرض (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً) يعنى معيبا (٢) (وَهُوَ حَسِيرٌ) (٣) يعنى مغلوبا ، لم يذكر الله تعالى الكفر ولا أفعال العباد فى هذه الآية فكون للقدرية فى ذلك حجة.
مسألة
فان قال قائل : فما معنى قول الله تعالى : (أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ..) (٤) (٥)؟ قيل له : معنى ذلك أنه يحسن أن يخلق ، كما يقال فلان يحسن الصياغة أى يعلم كيف يصوغ ، فأخبر الله تعالى أنه يعلم أنه كيف يخلق الأشياء.
__________________
(١) س ٦٧ الآية ٣.
(٢) هى فى ب : معيبا بدون نقط فقراها م معينا وهو خطأ.
(٣) س ٦٧ الآية ٤.
(٤) س ٣٢ الآية ٧.
(٥) ب ، ل : «الانسان» ولكن «الأشياء» أنسب بقوله سبحانه : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ).