هو من يعترف بأنه يصوغ دون من يرغم أنه يصاغ له ، والنجار هو من يدعى أنه ينجر دون من يعترف بأنه ينجر له ولا ينجر شيئا ، وكذلك القدرى من يدعى أنه يفعل أفعاله مقدرة (له) (١) دون ربه ، ويزعم أن ربه لا يفعل من اكتسابه شيئا.
فان قال : فيلزمكم أن تكونوا قدرية لأنكم تثبتون (٢) القدر قيل لهم : نحن نثبت أن الله تعالى قدر أعمالنا وخلقها مقدرة لنا ولا نثبت ذلك لا نفسنا. فمن أثبت القدر لله تعالى وزعم أن الأفعال مقدرة لربه لا يكون قدريا ، كما أن من أثبت الصياغة (٣) والنجارة لغيره لا يكون صائغا ولا نجارا ، ولو (٤) كنا قدرية بقولنا ان الله فعل أفعالنا مقدرة (لنا) (٥) لكانوا قدرية بقولهم أن الله تعالى فعل أفعاله كلها مقدرة له. ولو كنا بقولنا ان الله تعالى قدر المعاصى قدرية لكانوا بقولهم ان الله قدر الطاعات قدرية. فلما لم يكن ذلك كذلك بطل ما قالوه.
__________________
(١) ليست فى الأصل.
(٢) ل : نقلها الناسخ : تثبتوا.
(٣) ب وتبعه ل : الصاغة.
(٤) ل : نقلها الناسخ : أو لو.
(٥) ليست فى الأصل وزيادتها أولى.