هو فيها عاجز بقدرة معدومة لجاز أن يفعل بعد (١) مائة سنة من حال حدوث القدرة وان كان عاجزا فى المائة سنة كلها بقدرة (٢) عدمت من مائة سنة وهذا فاسد. وأيضا فلو جاز حدوث الفعل مع عدم القدرة ووقع الفعل بقدرة معدومة لجاز وقوع الاحراق بحرارة نار معدومة وقد قلب الله النار بردا ، والقطع بحد سيف معدوم وقد قلب الله السيف قصبا ، القطع (٣) بجارحة معدومة وذلك محال ؛ فاذا استحال ذلك وجب أن الفعل يحدث مع الاستطاعة فى حال حدوثها.
فان قالوا : ولم زعمتم أن القدرة لا تبقى؟ قيل لهم (٤) : لأنها لو بقيت لكانت لا تخلو أن تبقى لنفسها أو لبقاء يقوم بها ؛ فان كانت تبقى لنفسها وجب أن تكون نفسها (٥) بقاء لها وأن لا توجد الا باقية ، وفى هذا ما يوجب (٦) أن تكون باقية فى حال حدوثها. وان كانت تبقى ببقاء يقوم بها ، والبقاء صفة ، فقد قامت الصفة بالصفة والعرض بالعرض ، وذلك فاسد (٧) ولو جاز أن تقوم بالصفة صفة لجاز أن تقوم بالقدرة قدرة ، وبالحياة حياة ، وبالعلم علم ، وذلك فاسد.
__________________
(١) ل : نقلها الناسخ : بعدها.
(٢) متعلق بقوله قبل ذلك «أن يفعل».
(٣) كذلك فى الأصل ولعل الأولى أن يقول : البطش.
(٤) ب ، ل : له.
(٥) اسم لقوله : «تكون».
(٦) ب وتبعه ل : يجب.
(٧) لقائل أن يقول : أن البقاء أمر اعتبارى لأنه عبارة عن استمرار الوجود وعلى ذلك فلا مانع أن تتصف به الصفة.