(فان) (١) قال : فما أنكرتم أن تكون القدرة على الشيء قدرة عليه وعلى ضده؟ قيل له : لأن من شرط القدرة المحدثة أن يكون فى وجودها وجود مقدورها ؛ لأن ذلك لو لم يكن من شرطها وجاز وجودها وقتا (ولا مقدور ، لجاز وجودها وقتين وأكثر من ذلك ، اذ لا فرق بين وقت) ووقتين وأكثر ، ولو كان هذا هكذا لجاز وجودها الأبد وهو (٢) فاعل غير فاعل على وجه من الوجوه. ألا ترى أنه لما لم يكن (من شرط) (٣) قدرة القديم أن فى وجودها وجود مقدورها وجاز وجودها ولا فعل ، لم يستحل أن لا تزال موجودة ولا فعل على وجه من الوجوه فلما استحال أن تكون قدرة الانسان الأبد موجودة ولا يوجد (٤) منه فعل لا أخذ (٥) ولا ترك ، ولا طاعة ولا عصيان ، والأمر والنهى قائمان ، استحال (٦) ذلك وقتا واحدا ، واذا استحال وقتا واحدا أن توجد القدرة ولا مقدور فقد وجب أن من (٧) شرط قدرة الانسان أن فى وجودها وجود مقدورها ؛ فاذا كان ذلك استحال
__________________
(١) ليست فى الأصل.
(٢) أى من قامت به القدرة وهو مفهوم من السياق.
(٣) يكرر ب وتبعه ل قوله : «من شرط» مرتين.
(٤) ب : بوجود وقد اختار م أن يغيرها الى موجود.
(٥) ب وتبعه ل : لأخذ.
(٦) جواب لقوله قبل ذلك «فلما استحال الخ ..».
(٧) يزيد م كلمة (يكون) قبل قوله : «من شرط ..» ولا ضرورة لها على شرط أن نقرأ «أن» بتشديد النون.