أن يقدر الانسان على الشيء وضده ؛ لأنه لو قدر عليهما لوجب وجودهما ، وذلك محال.
فان قال قائل : ما أنكرتم أن تكون قدرة واحدة على ارادتين وعلى حركتين أو على مثلين؟ قيل له : انا أنكرنا (١) ذلك من قبل (أن) (٢) القدرة لا تكون قدرة الا على ما يوجد معها فى محلها ، فلو كانت قدرة واحدة على حركتين لم يخل أن تكون قدرة على حركتين (أن (٣) يوجدا معا فى حال حدوثها ، أو على حركتين أن تكون واحدة بعد (٤) أخرى. فان كانت قدرة على حركتين أن يكونا معا فقد وجبت حركتان فى موضع واحد فى وقت واحد ، ولو جاز هذا لجاز ارتفاع احدى الحركتين الى ضدها من السكون ، فيكون الجوهر متحركا عن المكان ساكنا فيه فى وقت واحد ، وهذا المحال. وان كانت قدرة على حركتين توجد (٥) احداهما (٦) بعد الأخرى فقد قام الدليل والبرهان على أن القدرة لا تبقى ، وهذا يوجب جواز وجود الفعل بقدرة معدومة. وهذا مما قد بينا فساده.
ومما يدل على أن الاستطاعة مع الفعل للفعل : أن من لم يخلق الله تعالى له استطاعة محال أن يكتسب شيئا ، فلما استحال
__________________
(١) ب وتبعه ل : أن أنكرنا.
(٢) ل : تركها الناسخ.
(٣) ل : تركها الناسخ.
(٤) ل : نقلها الناسخ : تعد.
(٥) يزيد م أن قبل قوله : «توجد» ولا لزوم لها لأن الجملة واقعة صفة لقوله : «حركتين».
(٦) ب : أحدهما.