تستبرئ من البول بالتنحنح والنثر ثلاثا ، وبإمرار اليد اليسرى على أسفل القضيب. وإن كنت في الصحراء فابعد عن عيون الناظرين أو استتر بشيء إن وجدته ، ولا تكشف عورتك قبل الانتهاء إلى موضع الجلوس ، ولا تستقبل الشمس ولا القمر ، ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها ، ولا تجلس في متحدث الناس ، ولا تبل في الماء الراكد وتحت الشجرة المثمرة ، ولا في الجحر.
واحذر الأرض الصلبة ومهب الريح احترازا من الرشاش ، لقوله صلىاللهعليهوسلم : " إنّ عامّة عذاب القبر منه». واتكئ في جلوسك على الرجل اليسرى ، ولا تبل قائما إلا عن ضرورة ، واجمع في الاستنجاء بين استعمال الحجر والماء ، فإذا اردت الاقتصار عن أحدهما فالماء أفضل ، وإن اقتصرت على الحجر فعليك أن تستعمل ثلاثة أحجار طاهرة منشفة للعين ، تمسح بها محل النجو بحيث لا تنقل النجاسة عن موضعها ، وكذلك تمسح القضيب في ثلاثة مواضع من حجر ، فإن لم يحصل الإنقاء بثلاثة فتمم خمسة أو سبعة إلى أن ينقى بالإيتار ، فالإيتار مستحب والإنقاء واجب. ولا تستنج إلا باليد اليسرى ، وقل عند الفراغ من الاستنجاء : اللهم طهر قلبي من النفاق ، وحصن فرجي من الفواحش. وادلك يدك بعد تمام الاستنجاء بالأرض أو بحائط ثم اغسلها.
آداب الوضوء
فإذا فرغت من الاستنجاء فلا تترك السواك ، فإنه مطهرة للفم ومرضاة للرب ومسخطة للشيطان ، وصلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بلا سواك ؛ وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : " لو لا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسّواك في كلّ صلاة" ، وعنهصلىاللهعليهوسلم : " أمرت بالسّواك حتّى خشيت أن يكتب علي".
ثم اجلس للوضوء مستقبل القبلة على موضع مرتفع كي لا يصيبك الرشاش وقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، رب أعوذ بك من همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب أن يحضرون. ثم اغسل يديك ثلاثا قبل أن تدخلهما الإناء وقل : اللهم إني أسألك اليمن والبركة ، وأعوذ بك من الشؤم والهلكة. ثم انو رفع الحدث أو استباحة الصلاة ؛ ولا ينبغي أن تعزب نيتك قبل غسل الوجه فلا يصح وضوؤك. ثم خذ غرفة لفيك وتمضمض بها ثلاثا ، وبالغ في رد الماء إلى الغلصمة ، إلا أن تكون صائما ، فترفق وقل : اللهم أعني على تلاوة كتابك وكثرة الذكر لك ، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. ثم خذ غرفة لأنفك واستنشق بها ثلاثا ، واستنثر ما في الأنف من الرطوبة ، وقل في الاستنشاق : اللهم أرحني رائحة الجنة وأنت عني راض ؛ وفي الاستنثار : اللهم إني أعوذ بك من روائح النار وسوء الدار. ثم خذ غرفة لوجهك فاغسل بها من مبتدأ تسطيح الجبهة إلى منتهى ما يقبل من الذقن في الطول ، ومن الأذن إلى الأذن في العرض ، وأوصل الماء إلى موضع التحذيف ، وهو ما يعتاد النساء تنحية الشعر عنه وهو ما بين رأس الأذن إلى زاوية الجبين ، أعني ما يقع منه في جبهة الوجه ؛ وأوصل الماء إلى منابت