الأربعاء انتصر زرادشت على أهل أرمينية ، وكان الخميس والجمعة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقد قال المنجمون في أيام الأسبوع ما قالوا وجعلوا لكل كوكب يوما : فالسبت عندهم لزحل ، والأحد للشمس ، والاثنين للقمر ، والثلاثاء للمريخ ، والأربعاء لعطارد ، والخميس للمشتري ، والجمعة للزهرة. وقد ذكر الجمهور منهم أن طالع رسول الله صلىاللهعليهوسلم تولاه الزهرة ، وهم لم يطلعوا على الأسرار ، ونحن نكشف نبذا من ذلك فنقول بأن موسى دعا إلى المغرب لتحكيم زحل في تلك الجهة ، وقبلة عيسى إلى المشرق نحو الشمس ، وقبلة نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم إلى جهة الكعبة وهذا سر لم يطلع عليه أحد إلا من شاء الله ، وذلك أنه إذا قام مستقبل القبلة الحرام كان سهم زحل يمينا ، وسهم الشمس شمالا ، والجدي في مقابلة وسط الكتفين ، والنسر الطائر وسعد بلغ في جهة العلوية ، فتم مع السعادة ما تم ، فأصيب بسهم السعادة ما لم يصبه أحد سواه ، فبلغت حجته ، وعلت كلمته ، ودامت دولته ، وسعدت أمته ، وعضدت شريعته ، فنصرها الترك من المشرق وأهل المغرب حتى بلغ أنهم آمنوا لا بالسيف بل بالكتب (شعر) :
أوائل الركب ما لي منهم خبر
وهكذا البيت الثاني.
واسمع قصة عيسى عليهالسلام مع جالينوس ملك الساحل وطبيبهم ، حين نفذ إلى عيسى : إنا لا نطلب منك إحياء الموتى بل هذا الرجل المسلول اشفه لنا في هذا الشهر كانون وأنا أومن بك! قال المسيح : ائتوني ببطيخة ، فسقاه منها ، فقاء الرجل شيئا أسود على هيئة الخبز المحرق ، فقام بقدرة الله تعالى سليما لا مرض به. ثم قال عيسى عليهالسلام : يهددني جالينوس ، ثم دخل هيكل العبادة فما انتصف الليل إلا وثار على جالينوس علة اساطوريا والكراثية ، فمات بها قبل الصبح. وحدثني يوسف بن علي بأرض الهركان التي بنبات أرضها خواص عظيمة نذكر نبذا منها في أماكن من هذا الكتاب ، وشيئا في كتاب" السلسبيل" قال يوسف شيخ الإسلام : دخلت المعرة على زمان المعري وقد وشيء به الوزير إلى الملك محمود بن صالح ، وقال إن المعري رجل برهمي لا يرى إفساد الصورة وأكل الحيوان ، وإنه يزعم أن الرسالة تحصل بصفاء العقل ، ولم يزل الوزير جاهدا حتى حمل الملك على إحضار الشيخ أبي العلاء المعري ، فأنفذ وراءه خمسين فارسا ، فدخل إلى الشيخ رجلان من أصحابه وأعلماه بالقصة ، فدخل المعري المسجد وأنزل الفرسان في دار الضيافة ، فدخل مسلم عم المعري على الشيخ وقال : يا ابن أخي قد نزلت بنا حادثة ، يطلبك الملك ، فإن مانعنا عنك عجزنا ، وإن سلمناك كنا عارا عند ذوي الذمام وتكون الذمام على آل تنوخ ، فقال المعري : خفف عنك غمك وأكرم أضيافك ، فلي سلطان يذب عني ويحامي عمن هو في حماه ، ثم قال الشيخ لغلامه : قدم الماء! فقدمه إليه واغتسل به ، فلم يزل يصلي حتى انتصف الليل ومر أكثره ، ثم قال لغلامه : أين المريخ؟ فقال : هو في منزلة كذا وكذا فقال : ارقبه واضرب وتدا تحته ، وعقد خيطا في يدي متصلا بالوتد! ففعل به ذلك فسمعناه يقول : يا علة العلل ، يا قديم الأزل ، يا صانع المصنوعات ، أنا في حماك الذي لا يضام ، ثم