رفع الصوت باسم المذبوح له.
(فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) : اضطر : ألجأته الضرورة وهي خوف الهلاك ، والباغ الظالم ، والعادي : المعتدي المجاوز للحد.
(هادُوا) : اليهود
(ذِي ظُفُرٍ) : صاحب ظفر وهو الحيوان الذي لا يفرق (١) أصابعه كالإبل والنعام.
(ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا) : أي الشحم العالق بالظهر ، والحوايا : (٢) المباعر والمصارين والأمعاء.
(أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ) : أي عفى لهم عن الشحم المختلط بالعظم كما عفي عن الحوايا والعالق بالظهر.
(بِبَغْيِهِمْ) : أي بسبب ظلمهم.
(وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ) : بطشه وعذابه.
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحجاج مع أولئك المحرمين ما لم يحرم الله ففي أولى هذه الآيات يأمر الله تعالى رسوله أن يقول للذين يحرمون افتراء على الله ما لم يحرم (لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَ) ـ وأنا رسول الله ـ (مُحَرَّماً) أي شيئا محرما (عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) أي آكل يأكله اللهم (إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً) وهي ما مات من الحيوان حتف أنفه أي لم يذك الذكاة الشرعية ، (أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) أي مصبوبا صبا لا الدم المختلط بالعظم واللحم كالكبد والطحال ، (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ) أي لحم الخنزير (رِجْسٌ) أي نجس قذر حرام ، (أَوْ فِسْقاً (٣) أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) أي ما ذبح ولم يذكر اسم الله عليه أو ذكر اسم الأصنام عليه فهو فسق أي خروج عن طاعة الرب الذي أمر من أراد ذبح بهيمة أن يذكر عليها اسمه ليحل له أكلها.
__________________
(١) في ذي الظفر تفاسير أرجحها ما في التفسير وهو ما ليس بمنفرج الأصابع وقيل الإبل خاصة ، وقيل كل ذي حافر من الدواب.
(٢) واحد الحوايا حاوية. وحويّة والمراد بها ما تحوّى من الأمعاء واستدار منها.
(٣) تقدير الكلام أو أن يكون المراد أكل ما أهل لغير الله به فصار فسقا لذلك إذ الذبح لغير الله شرك وخروج من الدين ، والفسق يطلق على التفصي من طاعة الله تعالى وطاعة رسوله.