أي كأن لم يعمروا تلك الديار ويقيموا بها زمنا طويلا ، وأكد هذا الخبر وهو حكم في المكذبين الظالمين فقال : (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ) أما الذين صدقوا شعيبا فهم المفلحون الفائزون وودعهم شعيب كما ودع صالح قومه قال تعالى : (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ) وهم جاثمون هلكى فقال (يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ) فأبيتم إلا تكذيبي ورد قولي والإصرار على الشرك والفساد حتى هلكتم (فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ) (١) أي لا معنى للحزن والأسف على مثلكم.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ ثمرة الصبر والثبات النصر العاجل أو الآجل.
٢ ـ نهاية الظلم والطغيان والدمار والخسران.
٣ ـ لا أسى ولا حزنا على من أهلكه الله تعالى بظلمه وفساده في الأرض.
٤ ـ مشروعية توبيخ الظالمين بعد هلاكهم كما فعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأهل القليب وكما فعل صالح وشعيب عليهماالسلام.
(وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (٩٤) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩٥))
شرح الكلمات :
(فِي قَرْيَةٍ) : القرية : المدينة الجامعة لأعيان البلاد ورؤسائها وهي المدينة.
(بِالْبَأْساءِ) : بالشدة كالقحط والجوع والحروب.
__________________
(١) الاستفهام إنكاري وهو موجه في الظاهر إلى نفس شعيب ، والمقصود نهي من معه من المؤمنين الناجين من العذاب برحمة الله تعالى نهيهم عن الحزن عن قومهم وأقاربهم كأنه لاحظ ذلك فيهم.