شرح الكلمات :
(آمَنْتُمْ بِهِ) : أي صدقتموه فيما جاء به ودعا إليه.
(لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ) : أي حيلة احتلتموها وتواطأتم مع موسى على ذلك.
(مِنْ خِلافٍ) : بأن يقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى أو العكس.
(ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ) : التصليب : الشد على خشبة حتى الموت.
(مُنْقَلِبُونَ) : أي راجعون.
(وَما تَنْقِمُ مِنَّا) : أي وما تكره منا وتنكر علينا إلا إيماننا بآيات ربنا لما جاءتنا.
(أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً) : أي افض علينا صبرا قويا حتى نثبت على ما توعدنا فرعون من العذاب ولا نرتد بعد إيماننا.
معنى الآيات :
ما زال السياق في أحداث قصص موسى وفرعون ففي الآيات قبل هذه تمت المناظرة بين موسى والسحرة بنصر موسى عليهالسلام وهزيمة فرعون النكراء حيث سحرته بعد ظهور الحق لهم واضحا مكشوفا آمنوا وأسلموا وسجدوا لله رب العالمين. وفي هذه الآيات يخبر تعالى عن محاكمة فرعون للسحرة فقال عز من قائل (قالَ فِرْعَوْنُ) أي للسحرة (آمَنْتُمْ (١) بِهِ) أي بموسى (قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ) أي في الإيمان به ، وهي عبارة فيها رائحة الهزيمة والحمق ، وإلا فهل الإيمان يتأتى فيه الإذن وعدمه ، الإيمان إذعان باطني لا علاقه له بالإذن إلا من الله تعالى ، ثم قال لهم (إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها) أي إن هذا الذي قمتم به من ادعاء الغلب لموسى بعد ما اظهرتم الحماس في بداية المباراة ما هو إلا مكر وتدبير خفي تم بينكم وبين موسى في المدينة قبل الخروج إلى ساحة المباراة ، والهدف منه إخراجكم الناس (٢) من المدينة واستيلائكم عليها. ثم تهددهم وتوعدهم بقوله (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ما أنا صانع بكم. وذكر ما عزم عليه فقال مقسما (لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ) يريد بقطع من كل واحد منهم يده اليمنى ورجله اليسرى ، ثم يربطهم على أخشاب في ساحة معينة ليموتوا كذلك نكالا وعبرة لغيرهم. هذا ما أعلنه فرعون وصرح به
__________________
(١) الاستفهام هنا للانكار والتهديد أي : ينكر على السحرة إيمانهم ويهددهم بالبطش بهم والتنكيل.
(٢) قد يكون المراد بعض الناس وهم بنوا اسرائيل إذ موسى جاء يطالب بهم ليخرج بهم إلى أرض القدس.