يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٥) وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (٣٦))
شرح الكلمات :
(مِنْ شُرَكائِكُمْ) (١) : جمع شريك وهو من أشركوه في عبادة الله تعالى.
(مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) : أي ينشيء الإنسان والحيوان أول ما ينشئه فذلك بدء خلقه.
(فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) : أي كيف تصرفون عن الحق بعد معرفته.
(أَمَّنْ لا يَهِدِّي) : أي لا يهتدي.
(كَيْفَ تَحْكُمُونَ) : أي هذا الحكم الفاسد وهو اتباع من لا يصح اتباعه لأنه لا يهدي.
معنى الآيات :
ما زال السياق في حجاج المشركين لبيان الحق لهم ودعوتهم إلى اتباعه فيقول تعالى لرسوله صلىاللهعليهوسلم قل لهؤلاء المشركين (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ) (٢) (مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ؟) أي هل يوجد من بين آلهتكم التي تعبدونها من يبدأ خلق إنسان من العدم ثم يميته ، ثم يعيده؟ وجوابهم معروف وهو لا يوجد إذا فكيف تؤفكون أي تصرفون عن الحق بعد معرفته والإقرار به؟ وقل لهم أيضا (قُلْ هَلْ مِنْ) (٣) (شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ) أي يوجد من آلهتكم من يهدي إلى الحق؟ والجواب لا يوجد لأنها لا تتكلم ولا تعلم إذا فقل لهم الله يهدي إلى الحق أي بواسطة نبيه ووحيه وآياته.
وقل لهم (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى (٤) الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى) (٥) والجواب معروف الذي يهدي إلى الحق أحق بأن يتبع ممن لا يهتدي إلا أن يهدى ، إذا لم لا تتقون
__________________
(١) أي : آلهتكم ومعبوداتكم من الأصنام والأوثان.
(٢) يقول لهم : (هَلْ) على جهة التوبيخ والتقرير ، فإن أجابوك فذاك وإلّا فقل الله يبدأ الخلق.
(٣) هذا الاستفهام كالأول للتوبيخ والتقرير فإن أجابوا فذاك المطلوب وإن لم يجيبوا فأجب أنت بقولك : الله يبدأ الخلق.
(٤) هذا الاستفهام كسابقيه للتوبيخ والتقرير ثم إقامة الحجة.
(٥) في : (أَمَّنْ لا يَهِدِّي) قراءات منها : (لا يهدي) ، بالتخفيف. (لا يهدّي) بتشديد الدال ، وفتح الهاء وهي قراءة ورش ، و (لا يهدي) بكسر الهاء ، وتشديد الدال وهي قراءة حفص.