تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٨٥) وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (٨٦) وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٨٧))
شرح الكلمات :
(فَما آمَنَ لِمُوسى) : أي لم ينقد له ويتبعه.
(إِلَّا ذُرِّيَّةٌ) : أي طائفة قليلة من أولاد بني إسرائيل.
(وَمَلَائِهِمْ) : أي أشرافهم ورؤسائهم.
(أَنْ يَفْتِنَهُمْ) : أن يضطهدهم ويعذبهم.
(لَعالٍ فِي الْأَرْضِ) : قاهر مستبدّ.
(مُسْلِمِينَ) : مذعنين منقادين لأمره ونهيه.
(فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : أي لا تفتنهم بنا بأن تنصرهم علينا فيروا أنهم خير منا فيزدادوا كفرا.
(أَنْ تَبَوَّءا) : اتخذ القومكما بمصر بيوتا تبوءون إليها وترجعون.
(قِبْلَةً) : أي مساجد تصلون فيها.
معنى الآيات :
بعد ذلك الانتصار الباهر الذي تم لموسى على السحرة ، والهزيمة المرة التي لحقت فرعون ولم يؤمن لموسى ويتابعه إلا ذرّيّة من بني إسرائيل ، وعدد قليل من آل فرعون كامرأته ومؤمن آل فرعون والماشطة قال تعالى : (فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ (١) مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ) أي مع خوف من فرعون أن يفتنهم وقوله : (وَمَلَائِهِمْ) عائد إلى مؤمنى آل فرعون أي مع خوف من ملائهم أي رؤسائهم وأشرافهم أن يفتنوهم أيضا ، وقوله تعالى (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ) أي إنه قاهر متسلط مستبد ظالم ، (وَإِنَّهُ لَمِنَ
__________________
(١) المراد بالذرية أولاد بني اسرائيل الشبان الذين آمنوا عند مشاهدة المباراة وانتصار موسى فيها.