(قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (١٠١) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (١٠٢) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٣))
شرح الكلمات :
(ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : أي من عجائب المخلوقات ، وباهر الآيات.
(وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ) : أي ما تغني أيّ إغناء إذا كان القوم لا يؤمنون.
(فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ) : أي ما ينتظرون.
(خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ) : أي مضوا من قبلهم من الأمم السابقة.
(قُلْ فَانْتَظِرُوا) : أي العذاب.
(ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا) : أي من العذاب المنتظر.
(كَذلِكَ) : أي كذلك الإنجاء ننج المؤمنين.
معنى الآيات :
ما زال السياق في دعوة قريش إلى الإيمان والتوحيد والطاعة لله ولرسوله صلىاللهعليهوسلم فقد أمر تعالى رسوله أن يقول لهم : (قُلِ انْظُرُوا (١) ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من سائر المخلوقات وما فيها من عجائب الصنعة ، ومظاهر الحكمة والرحمة والقدرة فإنها تدعو إلى الإيمان بالله ربا وإلها لا إله غيره ولا رب سواه ، وتفند دعوى ألوهية الأصنام والأحجار. ثم قال تعالى : (وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ) أي الرسل في هداية قوم قضى الله تعالى أزلا
__________________
(١) الفاء للتفريع فالكلام متفرّع على جملة ما تغني الآيات والنذر. والاستفهام إنكاري تهكمي ، وفيه معنى النفي أيضا ، والنكات لا تتزاحم.