كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (١٤) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (١٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (١٦))
شرح الكلمات :
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ) : أي لله تعالى الدعوة (١) الحق أي فهو الإله الحق الذي لا إله إلا هو.
(لِيَبْلُغَ فاهُ) : أي الماء فمه.
(إِلَّا فِي ضَلالٍ) : أي في ضياع لا حصول منه على طائل.
(بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) : أي بالبكر جمع بكرة ، والعشايا جمع عشية.
معنى الآيات :
ما زال السياق في تقرير عقيدة التوحيد بالأدلة والبراهين ، قال تعالى : (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ) أي لله سبحانه وتعالى الدعوة الحق وهي أنه الإله الحق الذي لا إله إلا هو ، أما غيره فإطلاق لفظ الإله إطلاق باطل ، فالأصنام والأوثان وكل ما عبد من دون الله إطلاق لفظ إله عليه إطلاق باطل ، والدعوة إلى عبادته باطلة ، أما الدعوة الحق فإنها لله وحده.
وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) أي من دون الله من سائر المعبودات (لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) أي لا يجيبونهم بإعطائهم شيئا مما يطلبون منهم (إِلَّا كَباسِطِ
__________________
(١) أي : الدعوة الصدق لله تعالى لأنه هو الذي يستجيب ويعطي السؤال وأما دعوة الأصنام ، فإنها دعوة كذب وباطل ، فإطلاق الإله على الله إطلاق حق وصدق ، وإطلاق إله على صنم أو مخلوق فهو إطلاق كذب وباطل.