واستعارا. وقوله تعالى : (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ) أي ذلك العذاب المذكور جزاؤهم بأنهم كفروا بآيات الله أي بسبب كفرهم بآيات الله. وقولهم إنكارا للبعث الآخر واستبعادا له : (أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً) أي ترابا (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) ورد الله تعالى على هذا الاستبعاد منهم للحياة الثانية فقال : (أَوَلَمْ يَرَوْا) أي أينكرون البعث الآخر؟ ولم يروا بعيون قلوبهم (أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ)؟؟! بلى إنه لقادر لو كانوا يعلمون!
وقوله تعالى : (وَ (١) جَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً) أي وقتا محدودا معينا لهلاكهم وعذابهم (لا رَيْبَ فِيهِ) وهم صائرون إليه لا محالة ، وقوله : (فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً) أي مع هذا البيان والاستدلال العقلي أبى الظالمون إلا الجحود والكفران ليحق عليهم كلمة العذاب فيذوقوه والعياذ بالله تعالى.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ عظم شهادة الله تعالى ووجوب الاكتفاء بها.
٢ ـ الهداية والاضلال بيد الله فيجب طلب الهداية منه والاستعاذة به من الضلال.
٣ ـ فظاعة عذاب يوم القيامة إذ يحشر الظالمون يمشون على وجوههم كالحيات وهم صم بكم عمي والعياذ بالله تعالى من حال أهل النار.
٤ ـ جهنم جزاء الكفر بآيات الله والانكار للبعث والجزاء يوم القيامة.
٥ ـ دليل البعث عقلي كما هو نقلي فالقادر على البدء ، قادر عقلا على الإعادة بل الاعادة ـ عقلا ـ أهون من البدء للخلق من لا شيء.
(قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (١٠٠) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً (١٠١) قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ
__________________
(١) جملة : (وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ) معطوفة على جملة (أَوَلَمْ يَرَوْا) لتأويلها بمعنى : قد رأوا ذلك لو كانوا يعقلون.
الأجل : الزمن المجعول غاية يبلغ إليها في حال من الأحوال والمراد به هنا مدّة حياتهم.