شرح الكلمات :
(فَأَتَتْ بِهِ) : أي بولدها عيسى عليه وعليهاالسّلام.
(جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا) (١) : أي عظيما حيث أتيت بولد من غير أب.
(يا أُخْتَ هارُونَ) : أي يا أخت الرجل الصالح هارون.
(امْرَأَ سَوْءٍ) : أي رجلا يأتي الفواحش.
(فَأَشارَتْ إِلَيْهِ) : أي إلى عيسى وهو في المهد.
(آتانِيَ الْكِتابَ) : أي الإنجيل باعتبار ما يكون مستقبلا.
(مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ) : أي حيثما وجدت كانت البركة فيّ ومعي ينتفع الناس بي.
(وَبَرًّا بِوالِدَتِي) : أي محسنا بها مطيعا لها لا ينالها مني أدنى أذى.
(جَبَّاراً شَقِيًّا) : ظالما متعاليا ولا عاصيا لربي خارجا عن طاعته.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في قصة مريم مع قومها : إنها بعد أن تماثلت للشفاء حملت ولدها وأتت به قومها وما ان رأوهما حتى قال قائلهم : (يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا) أي أمرا عظيما وهو إتيانك بولد من غير أب. (يا أُخْتَ هارُونَ) (٢) نسبوها إلى عبد صالح يسمى هارون : (ما كانَ أَبُوكِ) عمران (امْرَأَ سَوْءٍ) يأتي الفواحش (وَما كانَتْ أُمُّكِ) «حنة» (بَغِيًّا) أي زانية فكيف حصل لك هذا وأنت بنت البيت الطاهر والأسرة الشريفة. وهنا أشارت إلى عيسى الرضيع في قماطته أي قالت لهم سلوه يخبركم الخبر وينبئكم بالحق ، لأنها علمت أنه يتكلم لما سبق أن ناداها ساعة وضعه من تحتها وقال لها ما ذكر تعالى في الآيات السابقة.
__________________
(١) (فَرِيًّا) : أي : مختلقا مفتعلا من الافتراء الذي هو الكذب يقال : فرى وأفرى : كذب ومن كراماتها أن امرأة مدّت لها يدها لتضرّبها أصيبت بالشلل الفوري فحملت كذلك وقالت لها : أخرى ما أراك إلّا زنيت فأخرسها الله فورا فصارت لا تتكلم ومن ثمّ ألانوا لها الكلام واحترموها.
(٢) من الجائز أن يكون لمريم أخ صالح من أبيها أو من أبويها نسبوها إليه ومن الجائز أن تنسب إلى هارون الرسول عليهالسلام كقول العرب يا أخا تميم ويا أخا العرب ، وما في التفسير إجمال يشمل الكلّ فتأمّل ، وفي الآية دليل على جواز التسمية بالأنبياء والصالحين ، ولا خلاف فى ذلك.