الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ (٣٤) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ (٣٥))
شرح الكلمات :
(أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ (١) عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) : أي حافظها ورازقها وعالم بها وبما كسبت ويجازيها بعملها.
(قُلْ سَمُّوهُمْ) : أي صفوهم له من هم؟
(أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ) : أي أتخبرونه بما لا يعلمه؟
(بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) : أي بظن باطل لا حقيقة له في الواقع.
(أَشَقُ) : أي أشد.
(واقٍ) : أي مانع يمنعهم من العذاب.
(مَثَلُ الْجَنَّةِ) : أي صفتها التي نقصها عليك.
(أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها) : أي ما يؤكل فيها دائم لا يفنى وظلها دائم لا ينسخ.
معنى الآيات :
ما زال السياق في تقرير التوحيد وإبطال التنديد بقوله تعالى : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) (٢) أي حافظها ورازقها وعالم بها وبما كسبت من خير وشر ومجازيها كمن لا يحفظ ولا يرزق ولا يعلم ولا يجزي وهو الأصنام ، إذا فبطل تأليهها ولم يبق إلا الإله الحق الله الذي لا إله إلا هو ولا رب سواه ، وقوله تعالى : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ) أي
__________________
(١) ليس القيام هنا ضد القعود بل هو التولّي لأمور الخلق بالحفظ والتدبير.
(٢) الجواب محذوف في الآية ، وقد ذكر في التفسير.