(شاهِدِينَ) : أي حاضرين صدور حكمهم في القضية لا يخفى علينا شيء من ذلك.
(فَفَهَّمْناها) : أي القضية التي جرى فيها الحكم.
(وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً) : أي كلا من داود وولده سليمان أعطيناه حكما أي النبوة وعلما بأحكام الله وفقهها.
(يُسَبِّحْنَ) : أي معه إذا سبح.
(وَكُنَّا فاعِلِينَ) : أي لما هو أغرب وأعجب من تسبيح الجبال والطير فلا تعجبوا.
(صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ) : هي الدروع وهي من لباس الحرب.
(لِتُحْصِنَكُمْ) : أي تقيكم وتحفظكم من ضرب السيوف وطعن الرماح.
(فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ) : أي اشكروا فالاستفهام معناه الأمر هنا.
(إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا) : أي أرض الشام.
(يَغُوصُونَ) : أي في أعماق البحر لاستخراج الجواهر.
(وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ) : أي دون الغوص كالبناء وغيره وبعض الصناعات.
(وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) : أي لأعمالهم حتى لا يفسدوها.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في ذكر إفضالات الله تعالى وإنعامه على من يشاء من عباده ، وفي ذلك تقرير لنبوة نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم التي كذبت بها قريش فقال تعالى : (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ) أي واذكر يا نبينا داود وسليمان (إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ) أي اذكرهما في الوقت الذي كانا يحكمان في الحرث الذي (نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ) أي رعت فيه ليلا بدون راع فأكلته وأتلفته (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) حاضرين لا يخفى علينا ما حكم به كل منهما ، إذ حكم داود بأن يأخذ صاحب الحرث الماشية مقابل ما أتلفته لأن المتلف يعادل قيمة الغنم التي أتلفته ، وحكم سليمان بأن يأخذ صاحب الماشية الزرع يقوم عليه حتى يعود كما كان ، ويأخذ صاحب الحرث الماشية يستغل صوفها ولبنها وسخالها فإذا