(٢) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (٣) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٤))
شرح الكلمات :
(اتَّقُوا رَبَّكُمْ) : أي عذاب ربكم وذلك بالإيمان والتقوى.
(إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ) : أي زلزلة الأرض عند مجىء الساعة.
(تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ) : أي من شدة الهول والخوف تنسى رضيعها وتغفل عنه.
(وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها) : أي تسقط الحوامل ما في بطونهن من الخوف والفزع.
(سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى) : أي ذاهلون فاقدون رشدهم وصوابهم كالسكارى وما هم بسكارى
(يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) : أي يقول إن الملائكة بنات الله وإن الله لا يحيي الموتى.
(شَيْطانٍ مَرِيدٍ) : أي متجرد من كل خير لا خير فيه البتة.
(كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ) : فرض فيه أن من تولاه أي اتبعه يضله عن الحق.
معنى الآيات :
بعد ذلك البيان الإلهي في سورة الأنبياء وما عرض تعالى من أدلة الهداية وما بين من سبل النجاة نادى تعالى بالخطاب العام الذي يشمل العرب والعجم والكافر والمؤمن انذارا وتحذيرا فقال في فاتحة هذه السورة سورة الحج المكية المدنية لوجود آي كثير فيها نزل في مكة وآخر نزل بالمدينة : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا) (١) (رَبَّكُمْ) أي خافوا عذابه ، وذلك
__________________
(١) روى الترمذي وصححه عن عمران بن خصين رضي الله عنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما نزلت (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) إلى قوله : (شَدِيدٌ) قال : أنزلت عليه في سفر : فقال : أتدرون أي يوم ذلك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : (ذاك يوم يقول الله لآدم : ابعث بعث النار قال يا ربّ وما بعث النار؟ قال : تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة. قال : فأنشأ المسلمون يبكون فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قاربوا وسدّدوا فإنه لم تكن نبوّة قط إلّا كان بين يديها جاهلية قال : فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن تمت وإلّا أخذ من المنافقين ، وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبّروا ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبّروا ثمّ قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبّروا. قال : لا أدري قال الثلثين أم لا). الرقمة : الهنة الناتئة في ذراع الدابة والشامة : علامة تخالف البدن الذي هي فيه.