(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٤٧) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٥٠) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١))
شرح الكلمات :
(يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) : أي يطالبونك مستعجلينك بما حذّرتهم منه من عذاب الله.
(كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) : أي من أيام الدنيا ذات الأربع والعشرين ساعة.
(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) : أي وكثير من القرى أي العواصم والحواضر الجامعة لكل أسباب الحضارة.
(أَمْلَيْتُ لَها) : أي أمهلتها فمدّدت أيام حياتها ولم استعجلها بالعذاب.
(نَذِيرٌ مُبِينٌ) : منذر أي مخوّف عاقبة الكفر والظلم بيّن النذارة.
(لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) : أي ستر لذنوبهم ورزق حسن في الجنة
(سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ) : أي عملوا بجد واجتهاد في شأن إبعاد الناس عن الإيمان بآياتنا وما تحمله من دعوة الى التوحيد وترك الشرك والمعاصي.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في إرشاد الرسول صلىاللهعليهوسلم وتوجيهه في دعوته إلى الصبر والتحمل فيقول له : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) (١) أي يستعجلك المشركون من قومك بالعذاب الذي خوفتهم به وحذرتهم منه ، (وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ) وقد وعدهم فهو واقع بهم لا بد وقد
__________________
(١) قيل : نزلت في النضر بن الحارث ورفقائه إذ كانوا يستعجلون العذاب ويطالبون رسول الله صلىاللهعليهوسلم بإنزاله تحدّيا منهم وعنادا ، وفيهم نزل : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ). (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ ...) الآية.