خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٧))
شرح الكلمات :
(أَتى أَمْرُ اللهِ) : أي دنا وقرب أمر الله بعذابكم أيها المشركون فلا تستعجلون.
(يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ) : أي بالوحي الذي به حياة الأرواح والمراد من الملائكة جبريل.
(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ) : أي قطرة من المني.
(دِفْءٌ وَمَنافِعُ) : أي ما تستدفئون به ، ومنافع من العسل واللبن واللحم والركوب.
(حِينَ تُرِيحُونَ) : أي حين تردونها من مراحها.
(وَحِينَ تَسْرَحُونَ) : أي وحين إخراجها من مراحها إلى مسارحها أي الأماكن التي تسرح فيها.
(إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) : أي بجهد الأنفس ومشقة عظيمة.
معنى الآيات :
لقد استعجل المشركون بمكة العذاب وطالبوا به غير مرة فأنزل الله تعالى قوله : (أَتى أَمْرُ (١) اللهِ) أي بعذابكم أيها المستعجلون له. لقد دنا منكم وقرب فالنضر بن الحارث القائل : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ، أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) ، جاءه بعد سنيّات قلائل فهلك ببدر صبرا ، إلى جهنم ، وعذاب يوم القيامة لمن استعجله قد قرب وقته ولذا عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه وقرب مجيئه فلا معنى لاستعجاله فلذا قال الله تعالى : (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) وقوله (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
__________________
(١) من الجائز أن يراد ب (أَتى أَمْرُ اللهِ) القيامة لقول الله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) وقوله : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) وقول الرسول صلىاللهعليهوسلم (بعثت والسعة كهاتين وأشار بأصبعيه).