رسله (وَلِقائِهِ) وهو البعث الآخر الموجب للوقوف بين يدي الله للسؤال والحساب والجزاء هذا إن كان للعبد ما يحاسب عليه من الخير ، أما إن لم يكن له حسنات فإنه يلقى في جهنم بلا حساب ولا وزن إذ ليس له من الصالحات ما يوزن له ويحاسب به ، ولذا قال تعالى : (أُولئِكَ) أي المكذبون بآيات (١) الله ولقائه (يَئِسُوا مِنْ (٢) رَحْمَتِي) إذ تكذيبهم بالقرآن مانع من الإيمان والعمل الصالح وتكذيبهم بيوم القيامة مانع لهم أن يتخلوا عن الشرك والمعاصي ، أو يعملوا صالحا من الصالحات لتكذيبهم بالجزاء ، فهم يائسون من الجنة. (وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أي موجع وهو عذاب النار في جهنم والعياذ بالله تعالى.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ وجوب استعمال العقل للاستدلال على الغائب بالحاضر وعلى المعدوم بالموجود.
٢ ـ تقرير عقيدة البعث والجزاء وذكر أدلتها التفصيلية.
٣ ـ تقرير عجز الانسان التام وأنه لا مهرب له من الله تعالى ربه ومالكه وهي حال تستدعي الفرار إلى الله اليوم بالإيمان والتقوى.
٤ ـ إنذار المكذبين بأنهم إن ماتوا على التكذيب بالبعث لا يدخلون الجنة بحال ، وسيعذبون في نار جهنم أشد العذاب.
(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤) وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٥))
__________________
(١) المراد بآيات الله : القرآن الكريم : المشتمل على الأدلة والبراهين والحجج الدالة على قدرة الله وعلمه وحكمته والمفصلة لأنواع عباداته.
(٢) أخبر عن يأسهم بالفعل الماضي تنبيها على تحقيق وقوعه وإن كان المعنى أنهم سييأسون من رحمة الله التي هي الجنة لا محالة.