(لِقَوْمِهِ) : هم سكان مدن عمورية وسدوم.
(الْفاحِشَةَ) : أي الخصلة القبيحة الشديدة القبح وهي اللواط.
(وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) : إذ كانوا يأتونها في أنديتهم عيانا بلا ستر ولا حجاب.
(قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) : أي قبح ما تأتون وما يترتب عليه من خزي وعذاب.
معنى الآيتين :
هذا بداية قصص لوط عليهالسلام مع قومه اللوطيين فقال تعالى (وَلُوطاً) (١) أي واذكر كما ذكرت صالحا وقومه اذكر لوطا (إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) (٢) منكرا عليهم موبخا مؤنبا لهم على فعلتهم الشنعاء (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) أي قبحها وشناعتها ببصائركم وبأبصاركم حيث كانوا يأتونها علنا وعيانا وهم ينظرون وقوله (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ (٣) الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ) أي لا للعفة والإحصان ولا للولد والإنجاب بل لقضاء الشهوة البهيمية فشأنكم شأن البهائم لا غير. وفي نفس الوقت آذيتم نساءكم حيث تركتم إتيانهن فهضمتم حقوقهن. وقوله تعالى (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (٤) أي قال لهم لوط عليهالسلام أي ما كان ذلك الشر والفساد منكم إلا لأنكم قوم سوء جهلة بما يجب عليكم لربكم من الإيمان والطاعة وما يترتب على الكفر والعصيان من العقاب والعذاب.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان ما كان عليه قوم لوط من الفساد والهبوط العقلي والخلقي.
٢ ـ تحريم فاحشة اللواط وأنها أقبح شيء وأن فاعلها أحط من البهائم.
٣ ـ بيان أن الجهل بالله تعالى وما يجب له من الطاعة ، وبما لديه من عذاب وما عنده من نعيم مقيم هو سبب كل شر في الأرض وفساد. ولذا كان الطريق إلى إصلاح البشر هو
__________________
(١) أي : اذكر لوطا أو : أرسلنا لوطا ، الكل محتمل وجائز.
(٢) هم أهل سدوم وعمورية.
(٣) أعاد ذكرها لفرط قبحها وشناعتها ، والاستفهام للإنكار والتقبيح لفعلتهم الشنعاء.
(٤) (تَجْهَلُونَ) : إمّا أمر التحريم أو العقوبة ، ووصفهم بالجهل ، وهو اسم جامع لأحوال أفن الرأي وقساوة القلب وعماه ، ووصفهم في الأعراف بالإسراف وذلك نظرا إلى تعدد مواقف الوعظ والإرشاد.