قوله تعالى (فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ) (١) (الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ) ـ كما كان يدعى بعضهم ـ (ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ) أي الذي كان سليمان يصبه عليهم لعصيانهم وتمردهم على الطاعة.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان إكرام الله تعالى لآل داود وما وهب داود وسليمان من الآيات.
٢ ـ فضيلة صنع السلاح وآلات الحرب لغرض الجهاد في سبيل الله.
٣ ـ مركبة سليمان سبقت صنع الطائرات الحالية بآلاف السنين.
٤ ـ شرع من قبلنا شرع لنا إلا ما خصّه الدليل كتحريم الصور (٢) والتماثيل علينا ولم تحرم عندهم.
٥ ـ وجوب الشكر على النعم ، وأهم ما يكون به الشكر الصلاة والإكثار منها.
٦ ـ تقرير أن علم الغيب لله وحده.
(لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (١٦) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (١٧) وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ (١٨)
__________________
(١) الآية صريحة في أن من الجن من كان يدعي علم الغيب يضلل اخوانه من الجن والإنس به ، وإذ تبين للجن إن دعوى علم الغيب ممن ادعاها باطلة علم كذلك الإنس ان الجن ما كانوا يعلمون الغيب إذ لو كانوا يعلمونه لعلموا بموت سليمان حين مات وتركوا العمل وفروا بعيدين.
(٢) لعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم المصورين ولم يستثن فقال إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم.
وفي البخاري أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون. وحديث الموطأ. إلا ما كان رقما في ثوب فهو وإن خص جميع الصور فإن حديث عائشة رضي الله عنها دل على كراهيته إذ قال لها أخرجيه عني فهتكته والرخصة في لعب البنات لما في الصحيح على شرط أن لا تكون كأشباه التماثيل.