لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧) أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلاَّ مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (٦١))
شرح الكلمات :
(فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) : أي أقبل أهل الجنة.
(يَتَساءَلُونَ) : أي عما مرّ بهم في الدنيا وما جرى لهم فيها.
(إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ) : أي كان لي صاحب ينكر البعث الآخر.
يقول لي أئنك لمن المصدقين : أي يقول تبكيتا لي وتوبيخا أي بالبعث والجزاء.
(أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) : أي محاسبون ومجزيون بأعمالنا في الدنيا إنكارا وتكذيبا.
(هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ) : أي معي إلى النار لننظر حاله وما هو فيه من العذاب.
(فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) : أي في وسط النار.
(تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) : أي قال هذا تشميتا به ، ومعنى تردين تهلكني.
(لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) : أي المسوقين إلى جهنم المحضرين فيها.
(أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ) : أمخلدون فما نحن بميتين ، والاستفهام للتقرير أي نعم.
(إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى) : التي ماتوها في الدنيا.
(لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) : أي لمثل هذا النعيم من الخلود في الجنة والنعم فيها فليعمل العاملون وذلك بكثرة الصالحات واجتناب السيئآت.
معنى الآيات :
ما زال السياق في بيان نعيم أهل الجنة فقد قال بعضهم لبعض بعد أن جلسوا على السرر متقابلين يتجاذبون أطراف الحديث متذكرين ما مرّ بهم من أحداث في الحياة الدنيا فقال أحدهم إنّي كان لي في الدنيا قرين أي صاحب يقول لي استهزاء وانكارا للبعث الآخر (أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ) أي بالبعث والجزاء على الأعمال في الدنيا. ويقول أيضا مستبعدا منكرا (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) أي محاسبون ومجزيون. ثم قال ذلك القائل لبعض