شرح الكلمات :
(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ (١) أَنْ يَعْبُدُوها) : أي تركوا عبادة الأصنام وغيرها مما يعبد من دون الله.
(وَأَنابُوا إِلَى اللهِ) : أي بالايمان به وعبادته وتوحيده فيها.
(لَهُمُ الْبُشْرى) : أي بالجنة عند الموت وفي القبر وعند القيام من القبور.
(فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) : أي أوفاه وأكمله وأقربه إلى مرضاة الله تعالى.
(أُولُوا الْأَلْبابِ) : أي العقول السليمة.
(أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ) : أي وجب عليه العذاب بقول الله تعالى لأملأن جهنم.
(أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ) : أي تخلصه منها وتخرجه من عذابها.
(لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ) : أي خافوه فآمنوا به وأطاعوه موحدين له في ذلك.
(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : أي من خلال قصورها وأشجارها.
(وَعْدَ اللهِ) : أي وعدهم الله تعالى وعدا فهو منجزه لهم.
معنى الآيات :
لما ذكر تعالى حال أهل النار من عبدة الأوثان وأن لهم من فوقهم ظللا من النار ومن تحتهم ظللا ذكر تعال حال الذين اجتنبوا تلك الطواغيت فلم يعبدوها ، وما أعد لهم من النعيم المقيم فجمع بذلك بين الترهيب والترغيب المطلوب لهداية البشر وإصلاحهم فقال عزوجل (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ) أي أن يعبدوها وهي الأوثان وكل مازين الشيطان عبادته ودعا الناس إلى عبادته وأضافوا إلى اجتناب الطاغوت الإنابة إلى الله تعالى بعبادته وتوحيده فيها هؤلاء لهم البشرى وهي في كتاب الله (٢) وعلى لسان رسول الله ويرونها عند نزول الموت وفي القبر وفي الحشر وكل هذا في كتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم وقوله تعالى (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) يأمر تعالى رسوله أن يبشر صنفا من عباده بما بشر به الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا
__________________
(١) (الطَّاغُوتَ) مصدر أو اسم مصدر فعله طغا وهل هو واوي أو يائي خلاف والأشهر أنه واوي نحو طغا طغوا كعلا يعلو علوا وقولهم الطغيان دال على أنه يائيّ وتاؤه زائدة كما زيدت في رحموت وملكوت وقيل هو اسم أعجمي كجالوت وطالوت.
(٢) شاهده قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) خالدين فيها أبدا (البقرة) ومن السنة قوله صلىاللهعليهوسلم الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له في بيان قوله تعالى (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) من سورة يونس ومن القرآن (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فهذه عند الموت.