غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٢٨) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٩) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١))
شرح الكلمات :
(وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) : أي جعلنا للعرب في هذا القرآن من كل مثل من الأمم السابقة.
(لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) : أي يتعظون فينزجرون عما هم فيه من الشرك والتكذيب إلى الإيمان والتوحيد.
(قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) : أي حال كون المثل المجعول قرآنا عربيا لا لبس فيه ولا اختلاف فلا عذر لهم في عدم فهمه وإدراك معناه وفهم مغزاه.
(مُتَشاكِسُونَ) : أي متنازعون لسوء أخلاقهم.
(وَرَجُلاً سَلَماً) : أي خالصا سالما لرجل لا شركة فيه لأحد.
(هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) : الجواب لا الأول في تعب وحيرة والثاني في راحة وهدوء بال.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ) : أي على ظهور الحق وبطلان الباطل.
(إِنَّكَ مَيِّتٌ) : أي مقضي عليك بالموت في وقته.
(وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) : أي كذلك محكوم عليهم به عند انقضاء آجالهم.
(عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) : أي تحتكمون إلى الله في ساحة فصل القضاء فيحكم الله بينكم.
فيما كنتم فيه تختلفون : أي من الشرك والتوحيد والإيمان والتكذيب.
معنى الآيات :
قوله تعالى (وَلَقَدْ ضَرَبْنا (١) لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) يخبر تعالى بما
__________________
(١) ضرب المثل ذكره والمثل الصفة الحسنة وللناس جنس الناس ويدخل فيه العرب أولا لأنه بلغتهم والناس تابعون لهم في ذلك.