٤ ـ تجلي الرب تعالى لموسى في البقعة المباركة ومناجاته وتدريبه على العصا والسلاح الذي يقاوم به فرعون وملأه فيما بعد.
٥ ـ الظلم يسبب الخوف والعقوبة إلا من تاب منه وأصلح فإن الله غفور رحيم.
(وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (١٢) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٣) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٤))
شرح الكلمات :
(فِي جَيْبِكَ) : أي جيب ثوبك.
(مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) : أي برص ونحوه بل هو (البياض) شعاع
(فِي تِسْعِ آياتٍ) : أي ضمن تسع آيات مرسلا بها إلى فرعون.
(مُبْصِرَةً) : مضيئة واضحة مشرقة.
(وَجَحَدُوا بِها) : أي لم يقروا ولم يعترفوا بها.
(وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) : أي أيقنوا أنها من عند الله.
(ظُلْماً وَعُلُوًّا) : أي ردوها لأنهم ظالمون مستكبرون.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم مع موسى في حضرة ربه عزوجل بجانب الطور إنه لما أمره بإلقاء العصا فألقاها فاهتزت وفزع موسى لذلك فولى مدبرا ولم يعقب خائفا فطمأنه ربه تعالى بأنه لا يخاف لديه المرسلون أمره أن يدخل يده في جيبه فقال (وَأَدْخِلْ (١) يَدَكَ فِي جَيْبِكَ) أي في جيب القميص (تَخْرُجْ (٢) بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) أي من غير برص بل هو
__________________
(١) هذا الكلام معطوف على قوله : (وَأَلْقِ عَصاكَ) وما بينهما اعتراض.
(٢) هذه آية أخرى غير الأولى.