البحث الرابع
في غيبة الإمام عليهالسلام
اعلم أنّ البحث في هذه المسألة يقع في مقامات أربع :
المقام الأوّل : في سبب الغيبة.
[المقام] الثاني : في إمكان بقاء المزاج الإنساني مثل المدة التي ندّعيها لهذا الإمام الغائب.
[المقام] الثالث : وقوع ذلك البقاء في الأمزجة كثيرة مشهورة.
[المقام] الرابع : في كون المدّعى إمامته هذا هو الإمام المعيّن.
وعند بيان هذه الامور نبيّن لك أنّ إنكار ما يقول الاثنى عشرية في أمر الغيبة جهل محض من منكريه ، وعصبية باطلة في مقابلة الحقّ.
أمّا المقام الأوّل : وهو بيان سبب الغيبة ، فاعلم : أنّا بيّنا في البحث الأوّل في وجوب عصمة الإمام ، أنّ سبب انبساط يده عليهالسلام مركّب من ثلاثة أجزاء :
أحدها : يجب من الله وهو إيجاده وإكماله في ذاته.
والثاني : يجب عليه نفسه وهو القيام بأعباء الإمامة.
والثالث : على الخلق وهو الانقياد له ومساعدته في تنفيذ أوامر الله تعالى والقيام بها.