البحث الرابع
في السبب الذي يتعيّن به الإمام
أجمعت الامّة على أنّ الإنسان لا يصير إماما بمجرّد أهليته للإمامة وأجمعت أيضا على أنّ المقتضي لتعيين الإمام ليس إلّا أحد الامور الثلاثة :
الأوّل : إمّا أن ينصّ عليه النبي أو الإمام.
الثاني : أن تختاره الامّة وتجتمع عليه.
الثالث : أن يدعو أهل الإمامة إلى نفسه بشرط أن يكون مباينا للظالمين آمرا بالمعروف عاملا به ، ناهيا عن المنكر مجتنبا له ، وهذا الإجماع إجماع عرضيّ ليس مقصودا بالقصد الأوّل من جميع الامّة ، بل معناه أنّ أحدا من الامّة لم يذكر سببا رابعا لتعيّن الإمام.
اعلم أنّ الاتفاق من كلّ الامّة حاصل على كون السبب الأوّل ـ وهو النصّ من النبي أو الإمام ـ سببا إلى تعيين الإمام ، واختلفوا في الطريقين (١) الباقيين ، واتّفقت الإمامية على إبطال أن يكون أحدها سببا. وذهب الأشعريّة (٢) وجمهور
__________________
(١) في الأصلين : الطرفين.
(٢) نسبة إلى أبي الحسن الأشعري المتوفى ٣٢٠ ه.