وإنّما قلنا أنّ تنصيص الرسول صلىاللهعليهوآله على إمامة شخص معيّن أمر عظيم ، لأنّ أعظم الأشياء عند الإنسان الدين وأعظم الناس الشارع ، فإذا أقام الشارع إنسانا نائبا له في دين أمّته ودنياهم فلا شكّ في كون تلك المنزلة أعظم المنازل.
وإنّما قلنا أنّ الأمر العظيم الواقع بمشهد الناس لا بدّ وأن ينتشر لأنّا نعلم بالضرورة أنّ أهل الجمعة إذا انصرفوا عن المسجد وقد تنكّس الخطيب عن المنبر مثلا فإنّما يمتنع أن لا يخبروا الناس بذلك وأن تتوفّر دواعيهم على نقله.
وإنّما قلنا : أنّ الخبر الذي هذا شأنه يفيد العلم ، لأنّ ذلك ضروري.
وإذا ثبتت هذه المقدّمات لزم من وجود النصّ انتشاره وظهوره فيما بين الخلق كسائر المتواترات ، فلمّا لم يكن كذلك علمنا كذبه.
والجواب : أنّا سنبيّن إن شاء الله تعالى صحّة النصّ الجليّ على إمامة عليّ عليهالسلام وأنّه بلغ مبلغ التواتر ، وحينئذ ينتفي الاختيار ، وبالله التوفيق.