٢ ـ رواية الصحابي الجليل : عثمان بن حنيف
روى الحافظ الطبراني عن الصحابي الجليل عثمان بن حنيف : أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له ، وكان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته ، فلقى ابنَ حنيف فشكى إليه ذلك ، فقال له ابنُ حنيف : ائت الميضاة ، فتوضأ ثمّ ائتِ المسجد فصلِّ ركعتين ، ثمّ قل : اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّنا محمد نبيّ الرحمة ، يا محمد إنّي أتوجّه بك إلى ربّك أن تقضي حاجتي ، وتذكر حاجتك.
فانطلق الرجل فصنع ما قال ، ثمّ أتى باب عثمان فجاءَه البوّاب حتى أخذ بيده ، فأُدخِلَ على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة فقال : حاجتك؟ فذكر حاجته وقضى له ، ثمّ قال له : ما ذكرتُ حاجتك حتى كانت الساعة ، وقال : ما كانت لك من حاجة فاذكرها ، ثمّ إنّ الرجل خرج من عنده فلقى ابن حنيف فقال له : جزاك الله خيراً ، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلّمتَه في.
فقال ابن حنيف : والله ما كلّمته ، ولكن شهدتُ رسول الله ، وأتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن شئت دعوتُ أو تصبر ، فقال : يا رسول الله إنّه ليس لي قائدٌ وقد شقّ عليّ ، فقال له النبي : ائت الميضاة فتوضّأْ ثمّ صلّ ركعتين ثمّ ادعُ بهذه الدَعَوات. قال ابنُ حنيف : فو اللهِ ما تفرَّقْنا وطال بنا الحديثُ حتى دَخَلَ علينا الرجلُ كأنّه لم