١
موقف علماء الإسلام من الشفاعة
أجمع علماء الأُمة الإسلاميّة على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أحد الشفعاء يوم القيامة مستدلّين على ذلك بقوله سبحانه : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (الضحى / ٥) والذي أُعْطي هو حقّ الشفاعة الذي يُرضيه ، وبقوله سبحانه : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) (الإسراء / ٧٩) واتّفق المفسّرون على أنّ المقصود من المقام المحمود ، هو مقام الشفاعة.
إنّ الشفاعة من المعارف القرآنية التي لا يصح لأحد من المسلمين إيجاد الخلاف والنقاش في أصلها ، وإن كان يمكن لهم الاختلاف في بعض فروعها ، فها نحن نورد آراء كبار علماء الإسلام ـ من القدامى والجدد ـ حتى يُعلَم موقِفهم من هذا الأصل :
١ ـ قال أبو منصور الماتريدي السمرقندي (ت ٣٣٣ ه) ، إمام أهل السنّة في المشرق الإسلامي ، بعد أن أورد قوله سبحانه : (وَلا يُقْبَلُ مِنْها