قال : يا ابن أخي لا آكل مما ذبح على النصب ، قال : فما رأي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يأكل مما ذبح على النصب من يومه وذلك.
وفي حديث زيد بن حارثة عند أبي يعلى والبزار وغيرهما ، قال : خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً من مكة وهو مرد في مذبحنا شاة على بعض الأصنام فاذبحناها فلقينا زيد بن عمرو ، فذكر الحديث مطولاً ، فقال زيد : اني لا أكل مما لم يذكر اسم الله عليه (١).
وأورده البخاري أيضاً في موضع آخر من صحيحه ، لكن بتعبير وتبديل ، قال في كتاب المناقب ، باب حديث زيد بن عمرو ابن نفيل : حدّثني محمد بن أبي بكر ، قال : حدّثنا فضيل بن سليمان ، حدّثنا موسى ، حدثنا سالم بن عبد الله بن عمر أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لقى زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الوحي فقدمت إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سفرة فأبى أن يأكل منها.
ثمّ قال زيد : إني لست آكل مما تذبحون على انصابكم ، ولا آكل الّا ما ذكر اسم الله عليه ، وان زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ، ويقول : الشاة خلقها الله تعالى وانزل لها من السماء الماء وانبت لها من الارض ثمّ تذبحونها على غير اسم الله؟ انكاراً لذلك واعظاماً له (٢).
وأيّاً من هذه الروايات قلنا به يوجب اثبات طعن عظيم على سيد النبيين وأفضل المرسلين واثبات أعرفية زيد بالله وتعظيمه منه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ويدل على أن مثل هذا الامر الذي ارتكز قبحه في عقل زيد الغير المتدين
__________________
(١). فتح الباري ٩ : ٥١٨.
(٢). صحيح البخاري كتاب المناقب ، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل رقم ٣٨٢٦.