فقلت يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنفسنا بيد الله لو شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قلت له ولم يرجع اليّ ، ثمّ سمعته وهو مولّ يضرب فخذه ويقول : كان الانسان أكثر شيء جدلاً (١) ، وأورده أيضاً في كتاب التفسير في باب (وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (٢).
وأورده أيضاً في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (٣).
وأورده أيضاً في كتاب ردّ الجهمية وغيرهم في باب المشيّة والارادة (٤).
وذكر جماعة من متأخري العامة هذا الخبر الموضوع في مقابل الرواية الصحيحة الثابتة بطرقهم وطرق الشيعة ، من أن عمر ردّ على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله : ايتوني بدواة وقرطاس ونسبته إلى الهجر ، فقالوا : كما وقع من عمر هذا فقد وقع من علي عليهالسلام ، فما هو الجواب هنا هو جوابنا ثمة!.
ولعمري أن هذه المعارضة والمقابلة غاية الحماقة ونهاية الخرافة ، اذ فيها مضافاً إلى وجوه الفرق بين القضيّتين أن هذا الخبر من موضوعات عهد بني أميّة ولم يرد في كتاب من كتب الشيعة.
والاستشهاد برواية البخاري كاستشهاد ابن آوى بذنبه ، بل هو مخالف لما ثبت وصحّ في كتب الفريقين من كثرة عبادته عليهالسلام حتى قال جماعة من العامة ، منهم ابن أبي الحديد : أن الناس تعلموا منه المواظبة على صلاة الليل والعبادات.
__________________
(١). صحيح البخاري باب ٥ ، تحريص النبي على صلاة الليل رقم ١١٢٧.
(٢). نفس المصدر : سورة الكهف باب ١ ، رقم ٤٧٢٤.
(٣). نفس المصدر : باب ١٧ ، رقم ٧٣٤٧.
(٤). نفس المصدر : كتاب التوحيد باب ٣١ ، رقم ٧٤٦٥.