الصحيحين للبخاري ومسلم ، قال الله تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ» (١).
ولينظر العاقل جسارة هذا الخبيث حيث نسب إلى أمير المؤمنين والصديقة الطاهرة أنهما أسخطا الله وكرها رضوانه مع ما ملئوا به كتبهم وطواميرهم من مناقبهما وفضائلهما ويستدل على ذلك بأنهما سخطا حكم أبي بكر وهو ولي الامر.
ولا يعقل انه اذا ثبت انهما سخطاه ثبت انه ليس ولي الامر والشيعة يستدلون بأمثال هذا على أن أبا بكر غاصب للامر ، وكيف يجعل هذا الشقي كونه ولي الامر أمراً مفروغاً عنه ويفرّع عليه هذه الهذيانات ، ولذا ترى علماء السنة اعملوا كلّ حيلة في دفع هذا الطعن واثبات أنهما لم يسخطا على أبي بكر.
وذكر هذا الشقي في موضع آخر أن أمير المؤمنين علياً عليهالسلام أخطأ في سبعة عشر موضعاً وخالف نصّ القرآن الكريم.
ولهذا وأمثاله صار مطعوناً في عصره مخذولاً في زمانه عند علماء السنة أيضاً وأفتى جماعة من أهل نحلته بكفره وزندقته.
وفي تاريخ اليافعي أنه نودي بدمشق وغيره ، أن من كان على عقيدة ابن تيمية فدمه وماله حلال ، وقال ابن حجر المكي صاحب الصواعق في كتابه المسمّى باشرف الوسائل إلى فهم الشمائل ، ما هذا لفظه : قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية أنه ذكر شيئاً بديعاً ، وهو أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لما رأى ربّه واضعاً يده بين كتفيه اكرم ذلك الموضع بالعذبة (٢) والشملة والستار.
__________________
(١). الأحزاب : ٥٧.
(٢). العذبة ـ كقصبة ـ : طرف كل شيء ، ومنه الحديث : «أرخى عَذَبَة العمامة بين كتفيه» أي أرسلَ طرفها. مجمع البحرين : ٣ / ١٤١.