فليته اذا جهل استحيى من ربه وعساه ، اذا فرط وافرط رجع إلى الله ، لكن إذا غلبت الشقاوة واستحكمت الغباوة ، فعياذاً بك اللهم من ذلك وضراعة إليك في ان نديم لنا سلوك أعظم المسالك.
هذا وما وقع من ابن تيمية مما ذكر ، وان كان عثرة لا تقال أبداً ومصيبة لتستمر عليه شومها دواماً وسرمداً.
ليس بعجيب فانه سولت له نفسه وهواه وشيطانه ، انه ضرب مع المجتهدين بسهم صائب وما درى المحروم ، انه أتى باقبح المعايب اذ خالف اجماعهم في مسائل كثيرة وتدارك على أئمتهم سيما على الخلفاء الراشدين باعترافات سخيفة شهيرة وأتى من نحو هذه الخرافات بما تمجه الاسماع وتنفر عنه الطباع حتى تجاوز إلى الجانب الأقدس المنزه عن كل نقص والمستحق لكلّ كمال أنفس ، فنسب اليه العظائم والكبائر وخرق سباج عظمته وكبرياء جلالته بما أظهره للعلامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم والتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين والمتأخرين حتى قام عليه علماء عصره والزموا السلطان بقتله أو حبسه فقهره وحبسه إلى أن مات وخمدت تلك البدع ، فزالت تلك الظلمات ، ثمّ انتصر له اتباع لم يرفع الله لهم رأساً ولم يظهر لهم جاهاً ولا بأساً بل ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بما عصوا وما كانوا يعتدون.
وقال المولوي عبد الحليم في كتابه المسمى ب «حلّ المعاقد» في شرح العقائد : كان تقي الدين ابن تيمية حنبلياً لكنه تجاوز عن الحدّ وحاول اثبات ما ينافي عظمة الحق تعالى وجلاله ، فاثبت له الجهة والجسم وله هفوات أُخر كما يقول : وأن أمير المؤمنين سيدنا عثمان رضي الله عنه كان يحب المال ، وأن