وأما أبو هريرة فروى قصة خطبة بنت أبي جهل ، وان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خطب على المنبر وذكر ما ذكر.
أقول : ثمّ ان جماعة من العامة ذكروا ، أن رعاية الأدب يقتضي ترك رواية هذا الحديث.
وذكروا : ان نقله تنقيص لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وفي كثير من كتبهم أن ابا حنيفة عاتب الأعمش ولامه على رواية هذا الحديث ، وقال : أنه وان كان صحيحاً لكن لا يسوغ لك نقله ، مع عدم ابتناء مسألة دينيّة عليه.
وذكروا أن ابا حنيفة وشريك بن عبد الله وابن ابي شبرمة ، وابن ابي ليلى ، اتّفقوا وذهبوا إلى دار الأعمش ولاموه على روايته هذا الحديث.
__________________
أن عمرو بن العاص قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جهاراً غير سرٍّ يقول : «ان آل أبي فلان» قال عمرو : في كتاب محمد بن جعفر : «بياض ليسوا بأوليائي ، إنّما وليِّي الله وصالح المؤمنين».
وليست في نسخة ابن حجر والحميدي لفظة «فلان» قال ابن حجر : قال أبو بكر ابن العربي في سراج المريدين : كان في أصل حديث عمرو بن العاص : ان آل أبي طالب ، فغير آل أبي فلان ، كذا جزم به وتعقبه بعض الناس.
وقال أيضاً : وقد استشكل بعض الناس صحة هذا الحديث لما نسب إلى بعض رواته من النصب وهو الانحراف عن علي وآل بيته ، ومما يضحك الثكلى قولهم : «آل أبي بياض» مع أنه لا يعرف في العرب قبيلة يقال لها : آل أبي بياض.
وقال النووي : هذه الكناية من بعض الرواة خشي أن يصرح بالاسم فيترتب عليه مفسدة ، اما في حق نفسه أو في حقّ غيره ، وإمّا معاً.
وقال عياض : ان المكنى عنه هنا هو الحكم بن أبي العاص ، وقال ابن دقيق العيد : كذا وقع مبهماً في السياق.
وحمله بعضهم على بني أمية ، ولا يستقيم مع قوله : آل أبي ، فلو كان آل بني لأمكن ، ولا يصح تقدير آل أبي العاص لأنهم أخص من بني أمية والعام لا يفسر الخاص ... الخ فتح الباري ١٠ : ٣٤٤ ـ ٣٤٦.