عليهم تكذيباً للنبي عليهالسلام ، إنّما يكون التكذيب لقول النبي عليهالسلام أن يقول الرجل أنا مكذب للنبي عليهالسلام.
وأما إذا قال : أنا مؤمن بكل شيء تكلّم به النبي عليهالسلام غير أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يتكلّم بالجور ولم يخالف القرآن فهذا من التصديق بالنبي والقرآن وتنزيه له من الخلاف على القرآن ولو خالف النبي عليهالسلام القرآن وتقول على الله لم يدعه تبارك وتعالى حتى يأخذه باليمين ويقطع منه الوتين كما قال الله تعالى في القرآن (١).
والنبي عليهالسلام لا يخالف كتاب الله ، ومخالف كتاب الله لا يكون نبي الله وهذا الذي رووه خلاف القرآن ، ألا ترى إلى قوله : الزانية والزاني؟ ثمّ قال : واللذان يأتيانها منكم ولم يعن به من اليهود والنصارى ولكن عنى به المسلمين فردّ على كل رجل يحدّث عن النبي عليهالسلام بخلاف القرآن وليس ردّاً على النبي ولا تكذيباً له ولكن ردّاً على من يحدّث عن النبي عليهالسلام بالباطل والتهمة دخلت عليه لا على نبي الله.
كلّ شيء تكلّم به النبي عليهالسلام سمعنا به أو لم نسمعه فعلى الرأس والعين ، وقد آمنا به ونشهد أنه كما قال النبي عليهالسلام ، ونشهد أيضاً على النبي عليهالسلام ، أنه لم يأمر بشيء نهى عنه يخالف أمر الله تعالى ولم يقطع شيئاً وصله الله تعالى ، ولا وصف أمراً وصف الله تعالى ، ذلك الأمر بخلاف ما وصفه النبي عليهالسلام ، ونشهد أنه كان موافقاً لله عزوجل في جميع الأمور فلم يبتدع
__________________
(١). (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) الحاقة : ٤٤ ـ ٤٦.