وبلغ علياً قوله فكتب إليه : اعتزل عن عملنا مذموماً مدحوراً يا ابن الحائك فهذا أول يومنا منك.
قال : وذكر المسعودي في مروج الذهب أن علياً كتب إلى أبي موسى انعزل عن هذا الأمر مذموماً مدحوراً فان لم تفعل فقد أمرت من يقطعك ارباً ارباً يا ابن الحائك ما هذا أول هناتك وان لك لهنات وهنات ، ثمّ بعث علي الحسن وعمّاراً إلى الكوفة فالتقاهما أبو موسى ، فقال له الحسن لم ثبطت القوم عنّا فو الله ما أردنا الّا الاصلاح.
فقال : صدّقت ولكني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ستكون فتنة يكون القاعد فيها خيراً من القائم والماشي خيراً من الراكب فغضب عمّار وسبّه.
وروى البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي وائل قال : دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمّار حيث بعثه علي إلى أهل الكوفة يستنفرهم ، فقالا : ما رأيناك أتيت أمراً أكره عندنا من اسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت.
فقال عمّار : ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمراً أكره عندي من ابطائكما عن هذا الأمر ، وكساهما حلّة ، حلّة ، ثمّ راحوا إلى المسجد (١). وروى أيضاً بسند آخر عن شقيق ابن سلمة قال : كنت جالساً مع أبي مسعود وأبي موسى وعمّار ، فقال أبو مسعود : ما من أصحابك أحد الّا لو شئت لقلت فيه غيرك ، وما رأيت منك شيئاً منذ صحبت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أعيب عندي من استسراعك في هذا الأمر ، فقال عمّار : يا أبا مسعود! وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيئاً منذ صحبتما النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أعيب عندي من أبطائكم في هذا الأمر ، فقال أبو مسعود : وكان
__________________
(١). صحيح البخاري كتاب الفتن باب ١٨ ، رقم ٧١٠٢ و ٧١٠٣ و ٧١٠٤ و ٧١٠٥ و ٧١٠٦ و ٧١٠٧.