رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «من كذّب عليَّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار» ، وأنا سائلك عن حديث فان صدقت والّا بعثت عليك من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من يقررك به! أنشدك الله أليس انما عناك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما أنت نفسك؟
فقال أنها ستكون فتنة بين أمتي أنت يا أبا موسى فيها ، نائماً خير منك قاعداً وقاعداً خير منك ماشياً ، فخصّك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يعم الناس ، فخرج أبو موسى ولم يرد فيها شيئاً (١).
ومن أعظم الشواهد وأقوى الدلائل على ضلاله ونفاقه وعناده وشقاقه ما صدر منه في قضية التحكيم حيث رأى عبد الله بن عمر بن الخطاب الذي مرّ شطر من فضائحه وقبائحه أهلاً للخلافة وخلع أمير المؤمنين عليهالسلام عن الامامة وبلغ الغاية القصوى من الضلالة والجهالة والخباثة والعداوة والشقاوة والخسارة والجسارة ، وتفصيل القضية مذكور في كثير من كتبهم ، منها كتاب سبط ابن الجوزي والفصول المهمة وروضة الاحباب وشرح النهج وغيرها فراجع.
ومن طريف الامر أن عمرو بن العاص الداعي إلى النار شبّه أبا موسى بالحمار الحامل للاسفار فاعقب الحمار بذلك العار والشنار.
وقال عبد الله بن قتيبة في كتاب الامامة والسياسة : ثمّ قام عمرو فقال : أيها الناس هذا أبو موسى شيخ المسلمين وحكم أهل العراق ، ومن لا يبيع الدين بالدينار ، وقد خلع علياً وأثبت معاوية ، فقال أبو موسى : ما لك عليك لعنة الله ما أنت الّا كمثل الكلب تلهث ، قال عمرو : لكنك مثل الحمار يحمل الاسفار واختلط الناس وهذه القضية بعينها مذكورة في الفصول المهمة وروضة
__________________
(١). تاريخ مدينة دمشق ٣٢ : ٩٢.