وأمّا شقاء ابن تيمية وضلالته فممّا لا يحتاج إلى بيان ، حيث لا يرضى بمساواة الصادق صلوات الله عليه لسائر من روى عنهم البخاري ، بل ادعى أولاً : ترجيح الزهري (١) عليه عليهالسلام.
وثانياً : امتناع أن يكون عليهالسلام مثل من يحتج بهم البخاري ، وستعرف أن البخاري احتج بجماعة من الخوارج والنواصب المطعونين بالكذب والوضع عند أئمتهم (٢) ، فالثابت عن البخاري ترجيح غيره عليه صلوات الله عليه.
__________________
وجعفر بن محمد هو الذي اعترف بامامته وجلالته في العلم كبار أئمتهم ، روى الذَّهبي عن عمرو بن أبي مقدام ، قال : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين وقد رأيته واقفاً عند الجمرة يقول : سلوني ، سلوني.
وعن صالح بن أبي الأسود ، سمعت جعفر بن محمد يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، فانه لا يحدِّثكم أحدٌ بعدي بمثل حديثي.
وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبا زُرعة ، وسئل عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، وسهيل عن أبيه ، والعلاء عن أبيه ، أيها أصح؟ قال :
لا يُقْرَنُ جعفر الى هؤلاء. وسمعت أبا حاتم يقول : جعفر لا يسأل عن مثله سير أعلام النبلاء ٦ : ٢٥٧.
وقد عاصره أركان الحديث وائمة المذاهب الحنفية والمالكية وكلّهم اعترفوا بجلالته وعلوّ مقامه.
فيا عجباً من البخاري على ما ذكر في ترجمته : يتوضأ ويصلي عند كتابة كل حديث ثمّ يروي عن مروان بن الحكم ، عدوّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قاتل طلحة ، ويروي عن طائفة غير معلومة الإسلام كما قاله يحيى بن سعيد شيخ المشايخ وإمام الأئمة في حديث السُّنة.
وطائفة من الرجال ضعّفهم نفس البخاري في كتابه «الضعفاء» وأورد أسمائهم ، ثمّ خرّج رواياتهم في الصحيح!!!
(١). أنظر كتاب «تدوين الأمويين للحديث النبوي ودور ابن شهاب الزُّهْري» ، فإنّا قد استوفينا البحث في الزهري وبيان خدمته للأمويين مدّة خمس وأربعين سنة في تدوين الحديث ، حيث قالوا فيه : أنه كان جندياً لهم ، ومنديلاً يمسحون به أيديهم المتلطخة ، وأفسد نفسه بصحبتهم ، وقد جعلوه جسراً يعبرون به.
(٢). فمن أراد التفصيل فيما ذكر ، فليراجع كتاب «الامام البخاري وصحيحه الجامع» باب : من روى