ولا يخفى أن صريح هذا الكلام ، أن هذا الحذف والاسقاط والتصرف والاختباط والتبديل ، والتغيير ، والتنقيص ، والتبتير ، ليس مما يختص بهذا الحديث ، بل هذه عادته في كل ما كان من هذا القبيل كما صرح به ابن دحية وصرح أيضاً في بتنكبه عن صراط الله القويم.
وقال : أيضاً في موضع آخر بعد أن أورد من حديث مسلم حديثاً ، ثمّ أورده عن البخاري ما لفظه : بدأنا بما أورده بكماله وقطعه البخاري واسقط منه على عادته كما ترى وهو مما عيب عليه في تصنيفه على ما جرى ولا سيما اسقاطه لذكر علي رضي الله عنه.
وناهيك بهذا القول شاهداً على انحراف البخاري عن أمير المؤمنين عليهالسلام وكفاك به دليلاً على سوء رأيه وقبح عقيدته وشناعة سريرته وانهماكه في التعصب المخزي بين الانام ، وأي خزي أعظم من أن يبتر الانسان أحاديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بمحض هواه وسوء رأيه الجالب للهوان والملام وقد ظهر لك انهم في ردّ الحق هائمون ، حائرون ، «يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ» (١).
__________________
مؤمن. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. المستدرك للحاكم ٣ : ١١٠ ـ ١١١
والذهبي في تلخيصه للمستدرك : ... فرأَيت وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يتغير فقال : يا بريدة أَلست أَولى بالمؤمنين من أَنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.
وله أَيضاً : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سرية واستعمل عليهم علي بن أَبي طالب ، الحديث بطوله ، وفيه : «ما تريدون من علي إِنَّ علياً مني وأَنا منه وولي كل مؤمن. تلخيص المستدرك ، ذيل المستدرك ٣ : ١١٠ ـ ١١١ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٠٤ باب ١٨ رقم ٥٨.
(١). الصف : ٨.