وقد تهافت ابن تيمية فى كلامه حيث صحّح هذه الأحاديث في «رسالة الاستغاثة» من مجموعة الرسائل الكبرى ، وعدّ منكرها ضالا ، الّا انه عاد فانكرها في ذيل قوله الأول وكذا في مواضع أخرى من كلامه.
«مجموعة الرسائل الكبرى» لابن تيمية (في رسالة الاستغاثة) طبع بيروت ج ١ / ص ٤٨١ ـ ٤٨٢.
والحال اننا رأينا كيف كان صحابة الرسول صلىاللهعليهوسلم في امثال هذه الامور يتوسلون ويستشفعون ويتبركون بالرسول الاكرم صلىاللهعليهوسلم وذلك بالروايات الصحيحة التي يقبلها ابن تيمية نفسه. وما اوردنا منها الّا غيض من فيض من الاحاديث التي اوردتها الكتب المعتبرة.
وتجدر الاشارة في ختام هذا البحث الى ان انكار فضائل الأنبياء وانكار التوسل بهم من صفات المنافقين لقوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ). سوره منافقون / ٥.
أخيرا : أودّ الاشارة إلى أن طلب أبناء يعقوب منه ـ عليهالسلام ـ استغفار الله لهم ، وتوسل الصحابة بالرسول صلىاللهعليهوسلم وطلبهم إليه أن يدعو الله بنزول المطر وغير ذلك كان لاعتقادهم انّ الأنبياء والأولياء مستجابو الدعوة عند الله لما لهم من الوجاهة عنده تعالى. لذا فهم يلتمسونهم للاستغفار لهم أو قضاء مختلف حاجاتهم فدعاؤهم مستجاب عند الله تعالى أسرع