وإذا هم بسبيل آل فرعون ؛ يعرضون على النار غدوّا وعشيّا ، ويقولون : ربّنا متى تقوم الساعة؟!». (١)
أقول : وهو مثال برزخي وتصديق لقوله ـ عليهالسلام ـ : «كما تعيشون تموتون ، وكما تموتون تبعثون».
وفي تفسير العيّاشي عن شهاب بن عبد ربّه قال : «سمعت أبا عبد الله ـ عليهالسلام ـ يقول : آكل الربا لا يخرج من الدنيا حتّى يتخبّطه الشيطان». (٢)
أقول : القول فيها كسابقتها ، وقد مرّ في أوّل السورة بعض الكلام في هذه التشبيهات والتمثيلات الواقعة في كلامه تعالى.
قوله سبحانه : (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ ...)
يعني ما سلف من الربا (وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ) فلا يتعلّق به حقّ من غيره ، وهذا الخصوص في نتيجة الجزاء مع ترائي العموم في الشرط ؛ أعني قوله تعالى : (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ) ولم يجئ موعظة غير هذه الآية ، وأيضا تقييد الانتهاء بمجيء الموعظة ، يفيد أنّ المراد من الموعظة منه سبحانه العظة النفسانيّة بتوفيقه تعالى للتوبة ، وهي التوبة من الله ، وقد مرّ أنّ التوبة من العبد مسبوقة بتوبة من الله تعالى ؛ ولهذا فسّرت الموعظة في الروايات بالتوبة :
ففي الكافي عن أحدهما ـ عليهماالسلام ـ وفي تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في الآية ، قال : «الموعظة : التوبة». (٣)
__________________
(١). تفسير القمّي ١ : ٩٣ و ٢ : ٧ ؛ بحار الأنوار ١٠٠ : ١١٦ ، الحديث : ١١.
(٢). تفسير العيّاشي ١ : ١٥٢ ، الحديث : ٥٠٣.
(٣). الكافي ٢ : ٤٣١ ، الحديث : ٢ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ١٥٢ ، الحديث : ٥٠٥.