النساء» ، إلى آخره. كأنّها الروح النباتيّة التي هي المبدأ للتغذّي والتنمّي.
قوله عليهالسلام : «فينفخان فيها روح الحياة والبقاء» ، إلى آخره. ظاهره رجوع الضمير إلى الروح القديمة ، فروح الحياة والبقاء منفوخة في الروح النباتيّة ، فيعطي أنّ نفخ الروح الإنساني مثلا إنّما هو ترقّي الروح النباتي بالاشتداد ، على ما يعطيه مسلك الحركة الجوهريّة من القول بكون النفس جسمانيّة الحدوث روحانيّة البقاء. وبذلك يظهر معنى انتقال الروح القديمة في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، فالروح متّحد الوجود بوجه مع البدن ، وهو النطفة وما يمدّه من دم الحيض ، وهي المتّحدة مع بدني الأبوين ، وهما مع النطفة وهلمّ جرّا ، فما يجري على الإنسان مأخوذ الفهرس في وجود آبائه وامّهاته ، ومكتوب المنشور في صور أشخاصهم.
وبه يظهر معنى قوله : «فيوحي الله عزوجل إليهما ـ أي إلى الملكين ـ إرفعا رؤوسكما إلى رأس امّه» ، وذلك أنّ الذي لأبنه من شرح قضائه وقدره قد انفصل عنه بانفصال النطفة فما بقي متّصلا به إلّا امّه ، وهو قوله : «فإذا اللوح يقرع جبهة امّه» ـ والجبهة مجتمع حواسّ الإنسان ـ «فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته وزينته وأجله وميثاقه سعيدا أو شقيّا وجميع شأنه فيملي أحدهما على صاحبه» فنسبتهما شبيهة نسبة الفاعل والقابل ، فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان فيه ، وذلك لعدم اشتمال صورته على تمام العلّة ، فإنّ الصورة وإن كانت هي المبدأ لجميع ما يجري على الإنسان من الحوادث المختصّة به ، لكن ليست بالمبدأ كلّه ، ولذلك كان الذي يتراءى منها من الحوادث غير حتميّ الوقوع ، فكانت مظنّة البداء ، وسيجيء الكلام فيه إن شاء الله.
واعلم أنّ نسبة تفاصيل الولادة إلى تحريك الله الرجل ووحيه إلى الرحم